ليس صحيحًا -كما يقول بعض الرجال- أن كل الزوجات متشابهات؛ فهناك أنواع لا حصر لها من الزوجات، ولكل زوجةٍ نظريةٌ خاصة بها، لا تتخلَّى عنها؛ بل تورِّثها لابنتها؛ حتى تتَّبع طريقتها، وتتذكرها دائمًا بالخير.
تَبَتُّر:
فهناك الزوجة التي تدير ظهرَها للنعمة، التي قد يتهافتْ غيرُها عليها ولا يجدونها، ومع ذلك يحمدون الله، فزوجُها لا يملأ عينها، وقد تتمنَّى غيرَه، فهي دائمة الضيق منه والتأفُّف، تصرخ في وجه الجميع، وتسهر تبكي على حالها، بأن زوجها لا يقدِّر جمالَها، وأنها كانتْ تستحق أفضلَ منه، فتحيل حياتها وحياته إلى جحيم لا يهدأ لهيبُه، وتقضي حياتها بين بيتها وبيت أبيها، وإذا جاء ليصالحها، تفرض الشروط، وتضع القواعد!
الزوجة المتمردة:
أما الزوجة المتمردة، والتي تملأ بيتَ زوجها كدرًا ونكدًا وشكوى دائمة، فلا هدية ترضيها، ولا منحة تبهجها؛ بل تريد المزيد، وتقارن حالها بحال فلانة التي تُنفق كما يحلو لها، وفلانة التي لا يسألها زوجُها المحب أين تذهب؟ أو متى تعود؟
وتظل تنعى حظها العاثر، الذي جمعها بهذا الزوج الذي لا يتفرَّغ لإسعادها! ولا يوفِّر لها احتياجاتِها وتطلعاتها غيرَ المنتهية؛ فتفقد خريطة سعادتها وتَتِيه في أحلامها التي لا تقف عند حد.
حرفتها المكائد:
وهناك مِن الزوجات مَن تحترف تدبير المكائد، فترسم الخطط، وتحيك المؤامرات، وتعلن المنشورات؛ للانفراد بقلب زوجها، وأنا لا أنسى إحدى الأخوات المتعلمات، والتي كانت زوجة لطبيب، كان تسافر وتطوي المسافات؛ لعمل الأحجبة وفساد الأعمال، وهو عمل مخالف للتوحيد؛ كى يكره زوجُها أهلَه، ويتفرَّغ لحبِّها هي فقط!
أنا ومن بعدي الطوفان:
وأخرى توغل قلب زوجها، فتفتعل المشكلات، مرةً مع أمِّه، ومرة مع إخوته، وتنسج قصصًا في خيال خاوٍ من الضمير، فتتصيد الأخطاء للجميع، وتمثِّل دور الضحية المجني عليها، فتحيل حياتها إلى معاركَ وغزواتٍ حاميةِ الوطيس بينها وبين أهل زوجها؛ لتكون سببًا في مقاطعتهم؛ حتى تنفرد به لها وحدها، معتنقة نظرية: "أنا ومن بعدي الطوفان"!
أصون كرامتي:
أما هذه الزوجة، فهي تعلن رايات العصيان، رافعةً شعارَ: "كرامتي أولًا"، فتضع اللوائح، وتسن القوانين والأولويات، وإلا فالويل والثبور لغضبتي القادمة!
عرض خاص:
كذلك ذلك النوع من الزوجات، فهي لا تترك "سيلًا أو أوكازيونًا"، إلا وتذهب إليه تشتري وتشتري، حتى لو لم تكن بحاجة إلى تلك المشتريات التي يتلف نصفُها، فهي صاحبة نظرية: "ما لا ينفع اليوم، ينفع في الغد".
فهي مريضة بداء الشراء، فحتى لو أعلن زوجها إفلاسَه لا يهم؛ فهي لا تستطيع مقاومة أي لافتة قد كُتب عليها: "عرض خاص"!
الزوجة الغيور:
هي الزوجة التي تسحب الهواء من البيت، فلا يهمها أن تخنق زوجها بأسئلتها الكثيرة، والتي لا تمل منها، فهي تبحث في ثيابه، وفي رسائل جواله، وتتفقد رسائله الإلكترونية، وتستمع إلى همساته، حتى لو ابتسم وهو نائم، تتهمه بأنه يغازل امرأةً غيرها!
إنها مَن تملكتْها الوساوسُ، والهلاوس، وسوء الظن؛ فلا يَسلَم زوجُها من أذاها.
الزوجة المثالية:
أما الزوجة المثالية، فهي ليس بها أيٌّ من الصفات السابقة؛ بل هي على العكس، فهي:
- مطيعة لزوجها بغير مهانة، فهي تستمع إلى آرائه، وتناقشها وتحلِّلها معه، حتى يصلوا إلى الحل الأمثل.
- لا تقف له عند كل بادرة، أو هفوة، أو خطأ.
- تتجاوز عن الصغائر، وتغفر الكبائر.
- صاحبة القلب الحنون، الذي يجمع، ويحنو، ويرفق.
- اقتصادية البيت الأولى، وبنك التوفير التي يجد عندها زوجُها دائمًا فائضًا من مال في وقت الأزمات والمحن؛ فهي المدبِّرة التي لا يسيل لعابُها على كل شيء وأي شيء.
- يلجأ إليها زوجها إذا لعبتْ به الأيام، وعاندتْه الخطوب، فيجد عندها الرأيَ السديد، والمشورة الحكيمة.
- هي صاحبة الدِّين والخُلق، والتي توصي زوجَها بتحرِّي المال الحلال، وتوصيه بالأمانة، وتشفق عليه إذا رأتْ منه فعلًا لا يرضي الله، وتصلحه ليس بالنقد والتكبُّر؛ وإنما بالكلمة الطيبة، والنصيحة غير المباشرة، بغير إلحاح ولا مشاحنة.
وأنتِ عزيزتي الزوجة المقبِلة على حياة زوجية جديدة، أي النظريات ستتبعين؟
همستي إليكِ:
الزوجة الصالحة هى الوعاء الذي يوضع به الطعام الطيب، ذكي الرائحة، فيُقبِل عليه الزوج بكل شهية.